
1996 المسجَّلُ منذ العام
لدى وزارة الثَّقافةِ الأردنيَّة، إلى الكشفِ عن العُنصرِ المسيحيِّ الفاعلِ في تكوينِ الحضَارةِ العربيَّةِ، وتوثيقِ تُراثِه، وإِدراكِ جذورِه قبلَ وما بعد ظُهورِ الإِسلام، وتدعيمِ شهادتِه وحضورِه، وإبرازِ حقيقةِ دورِه في بناءِ المجتمعِ العربيِّ المشرقيِّ.
للمسيحيِّينَ العربِ الدَّورُ الكبير في تكوينِ الحضارةِ العربيَّةِ والإِسلاميَّة، ولقد طُمِسَ هذا الدَّورُ، بقصدٍ أو بغيرِ قصدٍ، في كثيرٍ مِن الأوقات والأَزمنة، فساعد ذلكَ على جَهْلِ المسيحييّن دَورَهم في تكوينِ إطارِ وجهِ هذه الحضارةِ المشرقيّة، وتهميشِ وإقصاءِ شخصيَّاتِه عن لوائحِ عظمائِها. لذلك يَقومُ المركزُ على نَبْشِ التُّراثِ المسـيحيِّ العربيّ، وتحقيقِ مؤلَّفات عُظمائِه، ونشرِ الدِّراساتِ والبُحوثِ المتعلّقة بسيرتهم، وإِدراجِ المهتمِّين بهذه الرؤى في برامجَ فاعلةٍ، تَهدفُ إِلى تنشئةِ الأُسرةِ وتوعيتِها تجاه رسالتِها التَّربويَّةِ، والإِيمانيَّةِ، والمجتمعيَّةِ.

أَهدافِنا
ولِأَنَّ المسيحيِّينَ مدعوُّونَ لأَن يكونوا "ملحَ الأَرضِ، ونورَ العالَمِ، وخميرتَهُ"، فهم مدعوُّونَ أَيضًا لقبولِ الآخَرِ الَّذي هو أَيضًا مخلوقٌ على صورةِ اللَّٰهِ ومِثَاله، وهذا يشكِّلُ دعوةً لكلِّ المسيحيِّين لأَنْ يكتشِفوا أَنفسَهُم مِن خلال عُبورِهم مسيحيًّا في الآخَر. فالتَّحديِّاتُ الَّتي تواجهُ إِنسانويّةَ الإِنسانِ كثيرةً ومتعدِّدة ، لذلك جاءَت انطلاقةُ مركزِ الدِّراساتِ المسكونيَّةِ ثمرةَ لقاءِ ثلاثةَ عشرَ شخصًا منَ المسيحيَّين العربِ المشرقيِّينَ أَصحابِ الفكرِ اللاهوتيِّ، والمعرفةِ العلميّةِ، والخبرةِ الأكاديميّةِ والمجتمعيَّةِ منَ الأردنِّ، ولبنانَ، وفلسطينَ، ومصرَ، في العامِ 1996، ليكونَ هيئةً تعملُ على تحقيقِ الأَهدافِ التّاليةِ
الاهتمامُ بالتُّراثِ المشرقيِّ وتوثيِقُه، والمحافظةُ عليهِ بروحٍ جديدةٍ علميَّةٍ مُعاصِرة
تكوينُ مِنْبَرٍ يتواصلُ مِن خلالِه مع الفُقهاءِ واللاهوتيِّين وذوي الاختصاصِ بما يخدُم قضايا الفِكرِ المسكونيّ وتراثِه المحليّ، والإقليميّ، والعالميّ
تشكيلُ إِطارٍ لدرسِ واقِعِ الفِكرِ المشرقيِّ المُعاصر
واتِّجاهاتِه وإيجادِ الطُّرقِ الإِبداعيَّةِ العمليَّةِ الهادِفَةِ إِلى بعثِ الوعي الفكريِّ والمجتمعيِّ للإِشكاليَّاتِ الَّتي يُواجهُها هذا الفكرُ والـمُساهِمَةِ في ذلك
مُسَاعدَةُ الباحثينَ والمُختصِّينَ الأردنيِّينَ وتزويدهمُ بالمعلوماتِ اللازِمةِ لبحوثِهم ودراساتِهم المتعلّقةِ باختصاصِ المركز
مُسَاعدَةُ الباحثينَ والمُفكِّرينَ مِن عَربٍ ومُستشرقينَ على كشْفِ حقيقةِ الوجْهِ الفكريّ، والحضاريِّ المَشرقيّ
إِبرازُ دورِ الحضَارةِ والفِكْرِ المَشرقيّ في المَسيرةِ الحضَاريَّةِ الإِنسانيَّةِ العالميَّة، والكشفُ عن شخصيَّاتِ روّادِها بأَساليبَ علميَّةٍ حديثةٍ
إِجراءُ الدِّراساتِ والبحوثِ ضِمنَ اختصاصِهِ وَفقَ خُططٍ مُتكاملة
عقدُ النّدواتِ والمحاضراتِ العامّة، والحلقاتِ الدّراسيّة، والمؤتمراتِ المُتَخصِّصةِ ضِمْنَ اختصَاصِه
إنشاءُ مكتبةٍ مُتخصِّصةٍ متميِّزة في عناصِرِها تحتوي الوثائِقَ، والمراجعَ، والمصادِرَ الضَّرويّةَ لِتحقيقِ أهدافِه
توثيقُ الصِّلات مع الهيئاتِ، والمؤسَّساتِ الفِكريَّةِ، والعِلميَّةِ المحلّيَّةِ، والإقليميَّةِ، والعالميَّةِ في إِطار أَهدافِ المركَز
نَشْرُ الدِّراساتِ والبحوثِ، ووثائقِ النّدواتِ، والمحاضراتِ، والحلقاتِ الدّراسيّةِ التي يُنظِّمُها أو يُشرفُ عليها،
وذلك في سِلسِلةٍ تحملُ اسمَ المكتبةُ المسكونيَّة
BIBLIOTHECA OECUMENICA
رؤيَتُنا
لا يسعى المركزُ في أَهدافِه إِلى تحقيقِ الرِّبحِ المادِّيِّ، بل يقومُ على الخِدمَةِ التّطوّعيَّةِ في تحقيقِ نشاطاتِه التّاليةِ:
برامجنا
مَركَزِ الدِّراساتِ المسكونيَّةِ
هي ثَمرةُ قِصَّةِ حُبِّ قديمَةٍ كُلَّما غُرْنَا في أَبعادِهَا تتكوَّنُ عِندَنا رُؤًى .
قِصَّةُ حُبٍّ تَعانَقتْ فيها حَضاراتُ نيلِ السُّودانِ وأَهراماتِ مِصْرَ، وقُدْسِ المسكونيَّاتِ وأُردُنَّ العَطاءِ، وسوريَّةَ الحَضارةِ وعِراقَ الإِيمانِ، ولُبنَانَ البَهاءِ ويَمنَ الجِنَانِ، وحِجَازَ الصَّفَاءِ .
عِناقُ حَضاراتٍ يُحيي أَبعادًا روحيَّةً، وفِكْريَّةً في أَرضِ النُّبوءَةِ ونَاسِها.


التُّراثُ في حَياةِ الشُّعوبِ
هو ببسَاطَةٍ، تعبيرٌ عَن خَيْراتِ حياةٍ مِحورُهَا الإِنسانُ والتزامُ الآخَر، فالعودَةُ إِلى التُّراثِ واسْتيعَابُهُ روحيًّا وفِكريًّا هُوَ ما يَصْقُلُ الإِنسانَ في تعَابيرهِ الفِكريَّةِ، ومُواجَهةِ المُعاصَرةِ.
وأَمَّا الإلمامُ بتاريخِ الفِكْرِ الحَضاريِّ فهوَ استكمالٌ "للهويَّةِ الإِنسانيَّةِ" الَّتي نَسْعَى في قِصَّةِ الحُبِّ هذِه أَنْ نُحقِّقها.
وبالرُّغْمِ مِنْ أَنَّ تَواصُلَ التُّراثِ هُوَ نُورٌ يَشُقٌ طريقَهُ إِلى الأَبديَّةِ في مآسي التَّاريخ.
فإِنَّ قِصَّةَ حُبِّنَا المشرقيَّةَ هذهِ تَجْعَلُ مِن مركَزِنا مَحجًّا يَحُجُّ إِليهِ مَنْ يَستَفْسِرُ عنِ الإِنسانيَّةِ، عَنِ القَبْلِ وعَنِ البَعْد، عنِ التَّوحيدِ بينَ الفِكْرِ والحَياةِ اليوميَّةِ لِناسِنا في دِيارِنا المشرقيَّةِ، عن تُراثِ الفِكرِ لِيَجْعَلَهُ يَتسرَّبُ إِلى قُلوبِ البَشرِ فيكونُ لَها انكشافاتٌ، وعندئذٍ تكونُ حَركَةُ بَعْثِ التُّراثِ حركةَ ضِياءٍ ودَعوةٍ تتجدَّدُ فَتُصبِحُ تَرنيمَةً أَبديَّةً في صَباحِ الشُّعوبِ.
مِن أَدبيَّاتِنا
إِنْ كُنْتَ تُخطِّطُ لِسَنَةٍ، فَازْرَعْ بِذْرَةً ، وإِنْ كُنْتَ تُخطِّطُ لِعَشْرِ سَنواتٍ، فازْرَعْ شَجرَةً، وأَمَّا إِنْ كُنْتَ تُخطِّطُ لِمئَةِ سَنَةٍ، فَعلِّمِ النَّاسَ.


وأَخيرًا
إِنْ حَدَّثناكَ عنَّا فلا تُؤْخَذْ بحدِيثِنا، وإِنْ حَدَّثَكَ غَيْرُنا فابْحَثْ عنَّا، فإِنْ وجَدْتَنا فلا تُؤْخَذْ بِمَظاهِرِنا، ولا تَحْسَبْ عَليْنا تَقْصِيرُنا، بَلْ تَطوَّعْ مَعَنا فَتكتَشِفَ أَبْعَادَ جَمالِ خِدْمَتِنا، وَتكونَ قَد شَدَّدتَ أُسْرةً، وسَاعَدْتَ مُحتَاجًا، وخَدَمْتَ إِنْسَانًا، وأَغْلَقْتَ سِجْنًا، فَبَنَيْتَ وَطنًا.