نشأَ برنامج ”الصَّيَّاد“ في تشرين الأوَّل 1998 كبرنامجٍ فرعيٍّ للبرنامج المسكونيّ لتمكين الأَطفال والشَّباب، كثمرةِ خُبراتٍ طويلةٍ في خدمة الشَّباب المدعوينَ اليوم إِلى التَّعلُّمِ والتَّدريب على قيادةِ أَنفسِهم بأَنفُسِهم، وتقويمِ دورِهم ودعوتِهم في مجتمعاتِهم.

منهجيَّةُ البرنَامج

برنامج ”الصَّيَّاد“ مخصَّصٌ للأطفال واليافعين (ذكورًا وإناثًا) من سن 8 - 18 سنة. تتمثّل منهجيَّتُهُ في سدِّ الفجوة بين النَّظريَّة والواقع، من خلال تحويلِ النَّظرياتِ إِلى أَفكارٍ ومشاريعَ ملموسةٍ.

مدَّةُ البرنامَجِ ست سنوات. يجتمعُ فيه ”الصَّيَّادون“ مرَّةً واحدةً في الأُسبوعِ لمدَّةِ ساعتَيْنِ للتّوصُّلِ إِلى طريقةٍ منظَّمةٍ للتَّحفيز، وليصبحوا أَعضاءً فاعِلين في مجتمعاتهم المحلِّيَّة.

في كلِّ شهرٍ يُعقَدُ لقاءٌ لمدَّةِ نصف يومٍ، تُقامُ فيه مجموعاتُ عملٍ، أو مناقشاتُ مائدةٍ مستديرة. تضمنُ لجنةُ البرنامج نسبةً متساويةً مِن المشاركين (الذُّكورِ والإِناث)، وغالبًا ما يرأَسُها صيَّادون. تتمُّ دعوةُ العلماء وذوي الخبرةِ لقيادة المناقشات الأولى.

وللتأكُّدِ مِن استيعابِ الصَّيَّادين لما تعلَّموه، واكتسبوه من معارف جديدة، فإنّهم يُلحِقون اجتماعهم الأُسبوعيّ بالتزامٍ شخصيٍّ لتطبيقِ ممارستهم الشَّخصيَّة، وربطها بسياقِهم الجَمعي المحدَّد (الأُسرة، الأصدقاء، المدرسة، النَّادي... إلخ). كما يحدِّدونَ أَيضًا القضايا الَّتي يرونَها أكثر أَهمِّيَّةً ويرغبون في التَّعرُّفِ عليها. ومِن أجلِ ردم الفجوة بين النَّظريَّةِ والواقع، تُقدِّمُ ورشُ العمل يدَ العونِ في التَّعامل مع القضايا، في حين يُطْلِعُ كلُّ صيَّادٍ زملاءَه (الصَّيَّادين) على الأَفكارِ الجديدة الَّتي طُرحت في مناقشاتِهم.

وعادةً ما يُسْفِرُ كلّ اجتماعٍ، عن تحويلِ النَّظريَّات إِلى أفكارٍ ومشاريعَ ملموسَةٍ، ليتمَّ ممارسَتُها وتنفيذُها. يمرُّ الصَّيَّادون بعصفٍ ذهنـيٍّ ويخرجونَ بطرقٍ لتّحفيـز وتنظيمِ أَنفسِهم ومجموعاتِهم ليصبحوا فاعلينَ في مجالاتٍ معيَّنَةٍ مِن حياتهم الاجتماعيّة. كما يتمُّ توفيرُ الإِستقلاليَّةِ قدر الإِمكان للصَّيادين أثناء المناقشات. أمَّا الصَّيَّادون الجُدُد فيتمُّ تشجيعُهم على طرحِ أَفكارِهم الخاصَّة، وعدمِ الاعتماد على الزُّملاء ذوي الخبـرة. يتضمَّنُ البرنامج زياراتٍ ميدانيَّةً، وعملًا تطوُّعيًّا لخدمَةِ المجتمعِ المحلّيّ.

التَّقويم

في نهايةِ كلِّ فصلٍ دراسيٍّ، يقومُ ”الصَّيَّادون“ مع مُنظِّمي البرنامج بعمليَّة تقويمٍ للبرنامج في الفترةِ المنصرِمَة، حيث يُطلَبُ مِن الأطفال التَّعبيرُ عن أفكارهِم حول المحاور والأَنشطَة المختلفة الَّتي قاموا بدراستها أو تنفيذها، ويُطلب منهم أيضًا كتابةُ مقالٍ قصيرٍ حولَ ما اكتسبوه من معارف؛ وهذا يوفِّر لمنظِّمي البرنامج فكرةً لمعرفَة مقدار اكتساب المعرفةِ الحقيقيَّة.

لماذا الصَّيَّاد؟

اِنطلقَ برنامج ”الصَّيّاد“ بأَربعَةِ أطفالٍ من المرحلة الإعداديَّة (مسيحيِّين ومسلمين)، بهدفِ أن يكونَ مساحةً للتَّواصلِ بينهم بروحِ الحوار القائم على المحبَّةٍ، واحترام الآخَر، ومن أجلِ صِياغَةِ جيلٍ جديدٍ مِن الأطفالِ برؤيةٍ تجريبيَّةٍ وشفَّافة، مِن خلال تزويدهم بالمعارفِ الأَساسيَّة الحيويَّةِ حول: تربويَّةِ الحوار وقبولِ الآخر؛ الحوارِ بينَ أتباعِ الدِّيانات (القيمُ الرّوحيَّةُ والأخلاقيَّةُ المشترَكَة)، حقوقِ الإنسان (إِتفاقيَّةُ حقوقِ الطِّفل، عمالةُ الأَطفال، العنفُ والإِساءةُ ضدَّ الأطفال، أطفال الشَّوارع)؛ الدِّيمقراطيَّةِ، العدالةِ المجتمعيَّةِ، السَّلامِ والمصالحةِ؛ قضايا الجنوسةِ (حقوقُ المرأَة، التَّميِّيز والعنفُ ضدَّ المرأة)؛ التّعليمِ السَّويِّ، الإِنماءِ والحدِّ مِن فقر ِالأَطفال، البيئةِ والخليقةِ.

يلتزمُ كلُّ صيَّادٍ باصطياد أحد زملائه أو أقاربه كلّ فصلٍ دراسي (أربعة أشهر)، ليكون عضوًا جديدًا في البرنامج، فمن استمرَّ صارَ صيَّادًا، ومن تراجع عاد إلى البحرِّ سالمًا. هكذا، خلال الأَشهر الثَّلاثة الأُولَى، أصبح عدد المشاركينَ في البرنامجِ ثمانية أَطفال، وفي نهايةِ السَّنة الأُولى للبرنامج أصبحوا 25 صيَّادًا.

"نحنُ على قناعةٍ بأَنَّ هذا الجيلَ الجديدَ بدماءٍ جديدةٍ سيخدِمُ بإِيمانٍ قويٍّ، ورجاءٍ حيٍّ، وإِيمانٍ وطيدٍ، ومحبَّةٍ خادِمةٍ لصالح الإنسان على كوكبنا" (الأسقف قيس صادق).

أخيرًا ...

الجيلُ الجديد

                    بدمٍ جديد

                                ومستقبلٍ جديد !