الأُسرةُ هي نواةُ المجتمعِ وقلبُه وضميرُه، ومنها يتشكّل المجتمعُ البشري، وكلُّ إنسانٍ هو نتاجُ أُسرتِه، يَنْهَلُ منها تنشئَتهُ الأَخلاقيَّة، والسّلوكيَّة الحميدة، من والديْهِ وأَجدادهِ، على رجاءِ أَن يكون مواطنًا صالحًا في وطنِه وعنصرًا مُنتِجًا في مجتمعِه.

ويشكِّلُ صونُ الأُسرةِ، وترسيخُ الفرحِ والإِستقرار في حياتها، غايةُ البرنامج، حيث استهداف الأُسرةِ واستقرارها الَّذي نشهدُه في عالمنا اليوم، يُهدِّدُها، وهي الرّكيزةُ الرّئيسةُ للحياةِ المجتمعيَّة.
إنَّ إيلاءَ الأُسرة أَولويَّةَ البَحْثِ والاهتمَام، ينبعُ من كونِها مؤَسَّسَة ذات أَصلٍ إِلهيٍّ تأسَّسَت بالزَّواجِ منذ الخَلْقِ، على الرّغم مِمَّا يطرحُه عِلمُ الاجتماعِ الحَديثِ مِن تساؤلاتٍ حولَ مكانَتِها.

يَضعُ مركزُنا في مقدِّمَةِ أَولويَّاتِه العملَ على جعلِ الإِنسان يُحقِّق في أُسرتِه ما يريدهُ المجتمعُ الصّالح منه، مثبّتًا إِيّاها في الفَضيلةِ، وعيشِ القِيَمِ الأَخلاقيَّةِ، والثَّباتِ في الفَرحِ، والرَّجاءِ، والمحبَّةِ المُطلَقَة، فتكونُ "نواةً صَغيرةً" للمجتمعِ الصّالح، وسِراجًا مُضيئًا في العَالم.

ولِكَونِ صَونِ استقرارِ الأُسرةِ أَوّلَ مُقتضيات الثَّبات المنشود إزاء الأَزمات الإِقتصاديَّة، نؤكِّدُ على ضرورةِ منح الأَولويَّة أَيضًا لتفعيلِ كلِّ الطَّاقاتِ والإِمكاناتِ لدَعْمِ واقعِ الأُسرةِ، ودعوَةِ المهتمّين بها إِلى الإِنخرَاطِ البنَّاءِ في هذا المسعى إِلى أَنْسَنَةِ المجتمعَاتِ والعَمل على جعلِ بُناها أَكثر عدالة.

لذلك ...

وضَعَ المركزُ المحاورَ التّالية للبرنامج لبَحثها وتَدارُسِها ومناقشتِها في لقاءآتٍ دوريَّةٍ،و ورشاتِ عمَلِ تدريبيَّةٍ للمهتمِّين بذلك.

الأُسرةُ وإشكاليّة المجتمع المعاصر